لقد كنت محكمًا في عدد من الجوائز المحلية والدولية، كما كان لي اطلاع على عدد من تجارب الجوائز الأخرى، كان عدد المتقدمين لأغلب هذه الجوائز في حدود أصابع الشخص الواحد أو يزيد قليلًا! فماذا عن جائزة منظمة المجتمع العلمي؟
لاقى إعلان جائزة منظمة المجتمع العلمي في نسختها الأولى (2020) -والذي تزامن مع اجتياح كوفيد (19) للعالم- تفاعلًا كبيرًا ومشاركة لافتةً، فبلغ عدد المتقدمين للجائزة أضعاف ما كنا نتوقع! إذ وصل إلى أكثر من سبعين متقدمًا! ولم يقتصر التنافس على الجائزة على الأفراد فقط، بل كان لبعض من المؤسسات العلمية والبحثية ذات العلاقة بموضوع الجائزة من عدد من الدول العربية نصيبٌ من هذا التنافس. ومما يميز هذه الجائزة أنَّ المتقدمين كانوا من معظم الدول العربية البالغ عددها (16) دولة.
إن ما سبق ذكره له عدة من الدلالات، من أبرزها:
أولًا: نجاح منظمة المجتمع العلمي العربي في إيصال رسالتها إلى المجتمع المستهدف الناطق باللغة العربية.
ثانيًا: السمعة المرموقة التي اكتسبتها منظمة المجتمع العلمي العربي بين أوساط المجتمع العلمي العربي أفرادًا ومؤسسات، بالرغم من عمرها الذي لم يتجاوز عشر سنوات.
ثالثًا: الاختيار الموفَّق لموضوع الجائزة "حلول علمية وتطبيقية مبتكرة لمشاكل البيئة العربية"، وما لهذا الموضوع من أهمية في حياة المواطن على كل مستوياته.
إن النجاح الباهر الذي حققته الجائزة يعكس المستوى المتميز الذي تسنَّمته قيادة المنظمة، وما تمتلكه من حنكة إدارية ومهارات قيادية متميزة ومتنوعة، وقد كان لذلك أثرٌ واضحٌ في أداء الطاقم الإداري وتناغمه مع قيادة المنظمة وأنشطتها المتنوعة.
ومن اللافت للنظر إجماعُ لجنة التحكيم على اختيار الفائزين بالجائزة، والانسجام التام بين أعضائها في تحليل الأسباب والدوافع لاختيار الفائزين، بالرغم من أن المتقدمين يُعدُّون بالعشرات، وبالرغم من التنوع الكبير في موضوعات المشاريع التي تقدموا بها. وهذا دليل آخر على توفُّق رئاسة المنظمة واختيارها الصائب في تشكيل لجنة التحكيم التي مثَّل أعضاؤها ست دول عربية من أقاليم الوطن العربي من الغرب إلى الشرق ومن الشمال إلى الجنوب.
وبصفتي عضوًا في هذه اللجنة يمكنني القول إن وضوح آلية التحكيم بمراحلها وعناصرها كان له الأثر البالغ في نجاح لجنة التحكيم، وعدالة الحكم على المشاريع المقدمة، مما سهَّل مهمة المحكمين الستة، وأدّى إلى اتفاقهم في تعيين المشاريع الفائزة. وهذا تأكيد للتحضير الجيد لمشروع الجائزة، والجهود الكبيرة التي بُذلت من رئاسة المنظمة وكوادرها، بالإضافة إلى المهنية المتناهية الدقة التي تمتلكها المنظمة.
وأختم مقالي هذا بتقديم أسمى آيات الشكر والتقدير والامتنان لمنظمة المجتمع العلمي العربي على استحداث هذه الجائزة، وفي الوقت نفسه أتقدم لرئاسة المنظمة بالتهاني والتبريكات على النجاح الباهر الذي حققته المنظمة في تنظيم هذه الجائزة في نسختها الأولى، كما أتقدم بالتهاني للفائزين بهذه الجائزة.
