خُصّصت جائزة منظمة المجتمع العلمي العربي (2024) للبحوث العلمية الرصينة التي تفيد التصدي لخطر الكوارث، بكافة أنواعها وأشكالها وبإدارة الكوارث والتخفيف من آثارها.
إنّ التصدي لخطر الكوارث يعني تقليل إمكانية حدوثها، والاستجابة السريعة لها أثناء وقوعها والتعامل مع آثارها، كل ذلك لتقليل الإصابات والآثار المادية والمعنوية لها ومن ثمّ التعافي منها.
تتعرض العديد من الدول العربية لأنواع مختلفة من الكوارث الطبيعية أو تلك التي هي من فعل الإنسان. ويزداد تنوعها مع التغير المناخي لكوكب الأرض ومع زيادة الأنشطة البشرية التي تدمر البيئة الطبيعية، كما يزداد تأثيرها مع عنصر المفاجأة وعدم التخطيط السليم للتعامل معها. وأصبحت الحاجـةُ ماسـة إلى تغيـير الـنهج المتبـع. فمـن الضـروري التحسـب للمخـاطر الـتي يجـري تحديدها واتخاذ إجراءات مبكـرة لمواجهتهـا والتعامل معها أثناء حدوثها وبعده.
التنبؤ بوقوعها يتطلب استشراف للمستقبل من خلال جمع المعلومات وتحليلها. وتتطلب الاستجابة الفعّالة للكوارث جهدا في الوقت الفعلي للكارثة لمطابقة الموارد المتاحة مع الطلبات المتغيرة على عدد من الجبهات. وتحتاج وكالات الاستجابة للطوارئ وجمعيات الإغاثة إلى التزود بمعلومات واستراتيجيات مصادق عليها للتخطيط للكوارث والاستجابة لها في الوقت المناسب. هذه الاستراتيجيات مبنية على علوم ونتائج بحوث متعددة ومن كافة التخصصات العلمية والإنسانية، تترابط وتتداخل لبنائها.
يمكن أن تلعب النماذج القائمة على البيانات والمحاكاة الحاسوبية للتأهب للكوارث والاستجابة لها دورا رئيسيا في التنبؤ بتطور الكوارث والإدارة الفعالة لحالات الطوارئ من خلال مجموعة متنوعة من تدابير التدخل. تشمل:
من أهم الأمور في هذا الصدد توفير كافة المعلومات والبيانات الضرورية المتعلقة بهذا الموضوع قبل وخلال وبعد وقوع هذه الكوارث ومعالجتها بشكل فعَّال، وهي عملية قائمة على وسائل وطرق نمذجة شبكات اتصالات متطورة ومُحدّثة باستمرار، تتضمن استخدام صور وبيانات فضائية وجوية وأرضية ومعلومات اجتماعية واقتصادية ولوجستية، الخ. كما يتم توظيف التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والطائرات المسيرة وغيرها. بالإضافة إلى تقنيات التواصل وتحديد الأماكن، فضلاً عن استخدام الوسائل والتقنيات التقليدية المتعارف عليها.